مظلوم!.. مظلوم!..
كلمة لا يتوقف عن ترديدها ذلك الرجل الذي قُبِضَ عليه بتهمة حيازة الحشيش ـ في قصة قصيرة للدكتور "يوسف إدريس" بعنوان "مظلوم" ـ وبمجرد أن يرى الرجل "الكبسة" يقوم بابتلاع تربة الحشيش، لكن الضابط يقتاده إلى المستشفى حيث يقوم الطبيب بعملية غسيل معوي؛ لاستخراج جسم الجريمة.
من سياق القصة نفهم أن الضابط، والطبيب، والتومرجي، والأومباشي، والعسكري من كبار الحشاشين! وقصة كهذه غير مستبعد حدوثها في الواقع؛ فعدد المدمنين في هذه الدنيا أكبر من تخيلاتك بكثير.
لكن لماذا يدمن هؤلاء؟ هل للبحث عن المتعة والإثارة؟ أم بسبب الخوف من شيء ما؟ هل هي محاولة للبحث عن معنى للحياة؟ أم محاولة الهروب من المشاكل؟ أم هل يستسلمون للضغط العصبي والاكتئاب؟..
وعندما يفكر المرء في الأسباب الخمسة السابقة التي وضعها خبراء الإدمان فإن هذا يقودنا إلى التساؤل عن مَنْ منا لا يبحث عن المتعة والإثارة؟ من الذي ليس لديه شيء يخاف منه؟ من منا لا يبحث عن معنى للحياة؟ "لا أتحدث هنا عن متبلدي الحس"، من منا ليس لديه مشكلة ما؟ ومن الذي لم يقع تحت الضغط العصبي في هذا العصر؟ ربما كان معنى هذا أننا كلنا -بلا استثناء- معرّضون للإدمان.
رحلة البحث عن الوهم